هذه القصيدة أهديها إلى بلدنا سوريا وإلى أهلنا المعذبين فيها ، لعل مشاعرنا وكلماتنا تكفر عنا تقصيرنا نحوهم ، وليعلموا أنهم دائما في قلوبنا وعقولنا ، وندعوا لهم بالنصر والتثبيت .
د. أحمد رزق شرف 20 مارس 2012
أَرُبوعَ سُورِيَّا عَلَيْكِ سَلامُ
أَرُبـوعَ سـورِيَّــا عَــلَـيـكِ سَــــــلامُ .... قَـدْ دَاسَ قُـدْسَـكِ فَـاجِـرٌ ولِــــئَامُ
سَـامَ الـنُّـصَـيْـرِيُّ الْـجَـــبَـانُ بِـلَادَهُ .... وَالْــعَدْلُ أَصْبَحَ فِي الْبِلَادِ يُضَامُ
ومَـآذِنٌ حَــنَــتِ الْـجِـــبَـاهَ لِـرَبِّــــهَا .... تَـــشْــــكُـو إِلِـيْــهِ وَكُــلُّـــهَا آلَامُ
سَجـَدَتْ وَخَـرَّتْ بَـعْـدَ طُـولِ قِيَامِهَا .... ضرعت إلـيه اليوم كيف ترام ؟
كـانـت رؤوسـاً للـمـساجـد أيـنـعـت .... قـطـفـت فـطـارت بـعدهن الهَامُ
وتـبـدلـت بـعـد الأسـى بـسـمـاتـهــا .... أفـراحـها ذهـبـت بـهـا الأسـقـامُ
وتـشـابـكـت أغـصـانُـها فـي لـوعةٍ .... وتَـدَثَّـرَتْ بـظــلامِـها الآكَــــــامُ
وتَـخَـضَّـبتْ مـن بـعد خُـضْرَةِ يَانِعٍ .... وتَـنَـكَّرَت لِـرَبِــيـــــــعِـها الأيـامُ
وطـــيـورُها لاذتْ بـصـمـتٍ قــاتـلٍ .... فـبـدا لـها عـنـد الـسـكـوتِ كـلامٌ
فـالـصـمـتُ أبـلغُ مـن قصائدِ شاعرٍ .... للـصـمـتِ صـوتٌ نـافـذٌ وسـهامُ
والــنـهـرُ يـنـبـعُ مـن حـنـايـا مـيـتٍ .... قـتـلـتْـه أيـدي الـبطشِ والإجرامُ
نــهـرٌ حـزينٌ صـار يـكـتبُ بـالـدِّما .... مـا لـمْ تُسَـطِّـرْ قَـبْـلَـه الأَقـــــلامُ
دمــعُ الـثـكـالَى والـدِّمـاءُ مِـيَـاهُــــهُ .... وضِــفَـافُـه الأَشــلاءُ والأيـتـــامُ
نـهـــرٌ عــبـابٌ غـاضـبٌ مـتـلـهـبٌ .... يـبـدو لـه فـي ضـفـتـيـه ضِــرَامُ
يـجـري فـيروي بالـدمـاء ربـُوعَــنا .... حــتى تَـلـَوَّنَ بـالـدمـــاءِ الــشَّـامُ
ودمشقُ ثَكْلى ، هل سمعتَ نحيبَها؟ .... فالجرحُ ينزفُ والخطوبُ جِسامُ
سكبـتْ على جُـرحِ الأَسَـى عَبَرَاتِها .... عـلَّ الـجُـروحَ بـدمـعـها تَـلْـتَــامُ
فـدمـشـقُ تـشـكـو مـن نـذالـة مجرم .... بـقـرت بـطـونٌ ، قـطعت أرحام
صـوت الـطـفولـة أسكتته رصاصة .... والـحـلم صـار تــدوسـه الأقــدام
وبـراءة الـقـلـب الـجـمـيـل تـمزقـت .... وبـدت دمـاء فـوقـهـا وعــظـــام
وبــلادنـا الـعــــذراء لا أحـــدٌ لــها .... فـيـصـان عـرض أو يـسل حسام
مـن للـنـسـاء إذا اسـتـبيـح جـنـابـهم .... أو إن تـعـرض لـلـخــدور لـئــام
شـكـت الـبـريـة مـن سـفـاهـة فاجر .... فـالـبـغـي فــيـه ومـلـؤه آثـــــــام
والأرض تـشـفـق أن تـنـوء بـمـثـله .... عـفـن الـطـويـة مـجـرم هـــــدام
سـفـك الـدمـاء الـيـوم فـيـه سـجـيـة .... ومـنـاقـب الـفـجــار فـيـه تـمـــام
يـا أيـها الـبـشـار لـسـت مـبـشــــرا .... بـل أنـت لـلـشـر الـغـشـوم سـنام
يــــا أيــها الــجــزار إنـــك لاحــق .... ركـبـا تـولـى مـــا لـه اسـتعصام
لـك فـي الشـياطـين الـعـتـاة تـوابـع .... بـل أنـــت فــيـهـم قــدوة وإمـــام
يــا أيـها الـرجـل الـعـظيـم ببطــشه .... قــد زال قـبـلـك بـاطـشون عظام
هـلا سـألـت الـيـوم ذرَّ رُفَـــاتــهــم .... أيـن الـقصـور وأين ذي الأحلام؟
ألـقـت بـهـم آمـالـهـم لـحـتـوفـــــهم .... وتـواتـرت مـن بـعـدهـم أعـــوام
لـك مـخـلصون وتـابعـون إذا أتـــوا .... جــاءوا بـمـقصـلـة الـرجال تـقام
ولـهـم قــلـوبٌ أجْــدَبَــت وكـــأنـهــا .... فـلـوات أرض مــا بـهـن غـمــام
خـروا لـذاتــك سـاجـديـن وإنـهـــــم .... فـي الـقـتل دومـا ركــعٌ وقـــيــامُ
أمــروا رجـالا بالـسجود فــما حــنوا .... للـكـفر ظـهـرا فـي الـصـلاة يقام
رقصوا على صوت العويل وأنشدوا .... والشـعـب يـقـتـل بـينهـم ويـسـام
عـــذرا دمـشـــق أن أهـلـك ذبـحــوا .... والـقـوم سـكـرى حـولـهم ونــيام
الـقـوم كـلَّ سـلاحـهـم أومــا تــــرى .... أن الـبنـادق شــانـها اسـتـســـلام
الــقوم قـد بـاعـوا الـدمـاء رخـيـصة .... وأزيـل عـن وجـه الـخـؤون لثام
خـضـعـوا وذلـوا للـبـغـاة وقـد سرى .... كــالـداء فـي كـبـد الـبـلاد حـمامُ
يــا أمــــة الأســـد الـنـيـام تـحـركـي .... أيـعـيد فـرح الـبـائـسـيـن مـــلام
يـا نـائـحـــا لـنـــواح أمٍّ قــد بــكـــت .... بــكـت الـجـبـال الـصمُّ والأهرام
لـكـن نـواحـك لـم يـحـرك سـاكــنـــا .... بـل بـادرت فـي صمـتك الأصنام
فاجـعل بـربـك مـن عـروقك مـرجلا .... واحــمِ الـعـرين كـأنـك الضـرغام
وبــعِ الــدمـاء الــيـوم مـنـك زكـــية .... ودع الـحـيـاة يـزيـنـها الإقـــــدام
وادفــع بـسـيـفـك عـن بـلادك زمـرة .... عاثـوا فـسـادا فـي الـبلاد وهاموا
يا قـبـلـة الإســلام فــي أمـجـــــــاده .... قــد ســاد بـيـن ربـوعـك الإسلام
عـقـوك يـا أم الـحـضـارة مــا رعوا .... فـضـلا لـنـورك والـبـلاد ظـــلام
أدمـشـق إن الـنـصر آت فــاعـلــمي .... أن الـغـيـــوب يــحـوزها الـعـلامُ
سيـكـون عـنـدك بـالـغـداة بـواســـل .... هــبـوا لـنصرك بالـنـفوس وقاموا
وسـتـنجلي تـلك الـنـوازل فاصبري .... وسـتـرقص الـرايـات والأعــــلامُ
لا تـبـأسـي أمَّ الـشـهـــيد فـفـي غــدٍ .... سـيـكـون لـلـظـلـم الـمـبـين خــتامُ
لا تـيـأسـي فـغـدا صـبـاحـك قـــادم .... ويـعــود فـجــر ضـاحــكٌ بــسَّـــامُ
الرابط
http://drahmedsharaf.blogspot.com/20...blog-post.html